460 2

وقفة مع النفس , لمعاتبتها وتهذيبها

اقسم الله عز و جل بالنفس اللوامة اي النفس التي تحاسب نفسها حتى توقفها على طريق الخير و الصلاح فلا تؤذى احد .

فما احلى تلك النفوس المحاسبة و ما احوجنا لها فزمننا هذا

فان كنت من من يهتم بتلك المقال لمعرفة طريقة محاسبة الذات و تصحيح اخطائها .

نصيحة مباركة عباد الله، ما احوج نفوسنا الي الاعتناء فيها و تطبيقها، ما اكثر عباد الله

ما يهمل الواحد منا نفسه، و يسترسل مع رغباتها و شهواتها، و طلبها لحظوظها و نزواتها.

وقل من عباد الله من يقف مع نفسة محاسبا معاتبا، لائما لها علي تقصيرها و تفريطها، فيبلغ بذلك درجة الاتقياء،

ومنزلة الصادقين مع الله، كما قال ميمون بن مهران رحمة الله تعالى:

لا يصبح العبد تقيا حتي يصبح محاسبا لنفسة اشد من محاسبة الشريك لشريكه.

اى انه يلومها و يعاتبها و ينظر فاعمالها، فان كانت تقصيرا تمم و كمل، و ان كان عصيانا تاب و استغفر،

وان كان طاعة للة حمد الله و داوم علي الطاعة ، فمحاسبة النفس عباد الله تقود الانسان الي جميع خير و فلاح و رفعة ،

واما اهمالها و الاسترسال مع شهواتها و عدم منعها من اهوائها يوقع العبد فالهلكة .

نعم عباد الله، الجنة لا بد لها من نهى للنفس عن هواها، و منعها من نزواتها و اطماعها و شهواتها و اخذها بزمام الحق و الفضيلة ،

والطاعة و الاتباع، و لزوم شرع الله تبارك و تعالى، و مجاهدتها علي فعل الطاعة و البعد عن المعصية .

كما قال نبينا علية الصلاة و السلام: المجاة من جاهد نفسة علي طاعة الله.

وجهاد النفس عباد الله اربع مراتب:

الاولى: جهادها علي العلم النافع.

والثانية =: جهادها علي العمل به.

والثالثة : جهادها علي الدعوة اليه.

والرابعة : جهادها علي الصبر علي الاذي فيه.

الامر الاول: عباد الله ان يلجا دوما و ابدا الي الله جل و علا بان يصلح نفسة و يزكى قلبه، فالقلوب بيد الله جل

وعلا ان شاء اقامها سبحانه، و ان شاء ازاغها، و فالدعاء الماثور عن نبينا علية الصلاة و السلام:

“اللهم ات نفوسنا تقواها، زكها انت خير من زكاها، انت و ليها و مولاها”، و لادعية عنة فهذا المعني كثيرة .

الامر الثاني: عباد الله؛ ان يديم العبد مجاهدة نفسه، و الزامها بطاعة الله، و كفها و منعها من معصيته.

الامر الثالث: عباد الله؛ ان يتذكر العبد وقوفه بين يدى الله، و محاسبة الله له علي ما قدم فهذة الحياة ،

فاذا نظر العبد الي غدة و نظر الي و قوفة بين يدى الله لم تشغلة الدنيا الفانية عن الاخرة الباقية .

الامر الرابع: عباد الله؛ تخير الرفقاء و الجلساء، فان الصاحب ساحب و مؤثر فجليسة و لا بد، و لهذا قال صلي الله علية و سلم:

“المرء علي دين خليلة فلينظر احدكم من يخالل”، قال بعض السلف: ليس للمرء ان يجلس مع من شاء.

ويدخل فهذا الباب قراءة سير الصالحين من عباد الله، و الكمل من اولياء الله، و مجاهدة النفس علي التاسى بهم، و التحلى بخصالهم و خلالهم.

وانا لنسال الله عز و جل باسمائة الحسني و صفاتة العليا ان يؤتى نفوسنا تقواها، اللهم ات نفوسنا تقواها،

زكها انت خير من زكاها، اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا، و نعوذ بك من شر جميع دابة انت

اخذ بناصيتها، اقول ذلك القول و استغفر الله لى و لكم و لسائر المسلمين من جميع ذنب، فاستغفروة يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانيه

الحمد للة عظيم الاحسان، و اسع الفضل و الجود و الامتنان، و اشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك،

واشهد ان محمدا عبدة و رسوله، صلي الله و سلم علية و علي الة و صحبة اجمعين.

اما بعد: عباد الله اتقوا الله تعالى:

عباد الله؛ و تتاكد محاسبة النفس ومعاتبتها عندما تكثر الفتن و الصوارف و الصواد عن طاعة الله جل و علا، و ما اكثرها فزماننا.

ففى كهذة الفتن الكثيرة ، و الصوارف المتلاحقة يتاكد علي العبد مجاهدتة لنفس و معاتبتها، و الكيس

من عباد الله من دان نفسه، و عمل لما بعد الموت، و العاجز من اتبع نفسة هواها، و تمني علي الله الاماني.

واعلموا رعاكم الله ان اصدق الحديث كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلي الله علية و سلم، و شر الامور محدثاتها،

وكل محدثة بدعة و جميع بدعة ضلالة و جميع ضلالة فالنار، و عليكم بالجماعة فان يد الله علي الجماعة ،

وصلوا و سلموا رعاكم الله علي محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك فكتابه  و قال صلي الله علية و سلم: “من صلي على و احدة صلي الله علية فيها عشرا”.

اللهم صل علي محمد و علي ال محمد كما صليت علي ابراهيم و علي ال ابراهيم انك حميد مجيد،

وبارك علي محمد و علي ال محمد كما باركت علي ابراهيم و علي ال ابراهيم انك حميد مجيد، و ارض

اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابى بكر و عمر و عثمان و علي، و ارض اللهم عن الصحابة اجمعين،

وعن التابعين و من تبعهم باحسان الي يوم الدين، و عنا معهم بمنك و كرمك و احسانك يا اكرم الاكرمين.

اللهم اعز الاسلام و المسلمين، اللهم اعز الاسلام و المسلمين، و اذل الشرك و المشركين، اللهم انصر اخواننا

المستضعفين فكل مكان، اللهم كن لهم ناصرا و مؤيدا، و حافظا و معينا، اللهم ايدهم بتاييدك، و احفظهم بحفظك

يا ذا الجلال و الاكرام، اللهم عليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك، اللهم انا

نجعلك فنحورهم و نعوذ بك من شرورهم، اللهم ات نفوسنا تقواها، زكها انت خير من زكاها، انت و ليها و مولاها،

اللهم و فق و لى امرنا لرضاك، و اجعل عملة فطاعتك، و وفقة لما تحبة و ترضاة من سديد الاقوال و صالح الاعمال.

اللهم اغفر لنا ذنبنا كلة دقة و جلة اولة و اخرة سرة و علنه، اللهم اغفر لنا و لوالدينا

وللمسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات، الاحياء منهم و الاموات.

اللهم انا نستغفرك انك كنت غفارا، فارسل السماء علينا مدرارا، اللهم انا نتوجة اليك باسمائك الحسنى

وصفاتك العليا و بانك انت الله الذي لا الة الا انت، يا من و سعت جميع شيء رحمة و علما، اللهم انا نسالك

بان لك الحمد و حدك لا شريك لك، المنان بديع السموات و الارض يا ذا الجلال و الاكرام، يا حى يا قيوم؛ ان

تسقينا الغيث و لا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث و لا تجعلنا من اليائسين، اللهم انا خلق من خلقك

وعبيد من عبيدك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم لا تؤاخذنا بما فعلة السفهاء منا، اللهم اغثنا، اللهم اغثنا،

اللهم اغثنا، اللهم انا نسالك غيثا مغيثا، هنيئا مريئا، سحا طبقا، نافعا غير ضار، اللهم اغث قلوبنا بالايمان و ديارنا

بالمطر، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم و لا عذاب و لا غرق، اللهم اعطنا و لا تحرمنا، و زدنا و لا تنقصنا، و اثرنا و لا تؤثر

علينا، اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا الا اليك، و اصلح لنا شاننا كله، لا الة الا انت، و احدث دعوانا ان الحمد للة رب العالمين،

وصلي الله و سلم و بارك و انعم علي عبدة و رسولة نبينا محمد و الة و صحبة اجمعين






وقفة مع النفس , لمعاتبتها وتهذيبها