فإن هناك فرقاً بين قول الإنسان: (لا تنسى ذكر الله)بإثبات الياء، وقوله: (لا تنسَ ذكر
الله) بحذف الياء؛ فإن الأول خبر ومعناه أن
فلاناً لا ينسى ذكر الله تعالى، والخبر يحتمل الصدق والكذب.
و(لا) النافية لا تعمل في الفعل الذي بعده؛ و(تنسى) فعل معتل فيبقى ياؤه وهو مرفوع
بضمة مقدرة على الياء.
واما قول الإنسان: (لا تنسَ ذكر الله) فهذا نهي يفيد الأمر، والأمر من الأعلى أمر
إيجاب أو ندب أو استحباب، ومن المساوي
التماس، ومن الأدنى طلب ودعاء و(لا) الناهية تقابل بالفعل والترك، والامتثال وعدمه؟
و(لا) الناهية تجزم الفعل فإن كان ما بعده فعلاً معتلاً فجزمه يكون بحذف حرف العلة؛
فتفيد حينها أن (لا) ناهية وليست نافية.
فإن كان مراد الإنسان أن يذكر أخاه بأهمية الذكر فعليه أن يقول: لا تنسَ ذكر
الله، بحذف الياء حتى يصبح التماساً أو طلباً.
والأولى عدم الاتيان بلفظ الخبر؛ فإنها قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة. والله تعالى أعلم.