مثلها مثل اغلب الدول العربيه في الاعوام السابقه تعرضت الجزائر الي تخبطات سياسيه وكما لا
يخفي علي الجميع الناحيه السياسيه تؤثر تاثير كبير علي الاقتصاد.
والجزائر من التي تصدرت قائمه الثورات علي الاوضاع السياسيه حيث قامت بثورتها الشهيره ومما لا
شك فيه ان مثل تلك الاحداث يؤثر علي استقرار البلاد واقتصادها .
ولكن سرعان ما تلافت اثر تلك الاحوال واليكم نقدم تقرير عن اهم التنبؤات الخاصه برجال
الاقتصاد حيال المجريات الحاليه بالجزائر.
يتنبا الخبراء للجزائر بمستقبل اقتصادي زاهر لكنهم، يشيرون في الوقت نفسه الى التحديات الاقتصاديه والاجتماعيه
التي تواجهها البلاد مثل ارتفاع نسبه البطاله لاسيما بين الشباب وبطء الاصلاحات الاقتصاديه الحكوميه والبيروقراطيه
.
الغاز والنفط يدران ثروه ضخمه على الجزائر، لكن التساؤل يظل: اين تذهب هذه العائدات؟
عندما اعلن وزير البيئه والسياحه الجزائري شريف رحماني عن الاهداف التي تسعى الجزائر الى تحقيقها
قال:”نريد اظهار جزائر قادره على النجاح، نريد استعاده مكانتنا وسوقنا في منطقه البحر الابيض المتوسط”
.
والجزائر تبدو مقبله فعلا على تحقيق النجاح. وعندما تاسست غرفه التجاره والصناعه الالمانيه الجزائريه قبل
اربع سنوات في الجزائر، صرح القائم باعمال الغرفه اندرياس هيرغنروتر انه يوجد في الجزائر امكانيات
تجاريه ضخمه لاسيما على صعيد التجاره الثنائيه ، واشار بهذه المناسبه الى برنامج الدعم الاقتصادي
الذي ارادت الجزائر تنفيذه في اطار الخطه الخمسيه .
وخصصت 150 مليار دولار من اجل تطوير المرافق العامه ، مشيرا الى انه يمكن للصناعه
الالمانيه ان تكون “شريكا ممتازا للجزائر”.
تمتلك الجزائر ثالث اكبر اقتصاد في افريقيا، بعد جنوب افريقيا ونيجيريا، واقوى اقتصاد قومي في
شمال افريقيا، قبل مصر. وينبع غنى الجزائر من احتياطياتها الضخمه من النفط، وفيها يبلغ متوسط
دخل الفرد السنوي 4500 دولار.
ونسبه النمو الاقتصادي خمسه المائه ، واحتياطياتها من العمله الصعبه 144 مليار دولار، في الوقت
الذي تقل ديونها الخارجيه عن اربعه مليارات، اي اقل من عشر الديون الفرنسيه الرسميه .
ويوجد في السوق الداخليه الجزائريه 36 مليون شخص اكثر من نصفهم تحت سن الخامسه والعشرين.
ويزداد عدد الذين يحققون نجاحات تجاريه ، مثل ريان فيزوين الذي يعتبر نفسه من ابناء
الجيل الجديد الذي اراد تحقيق شيء ما.
ويقول فيزوين “لقد غادرنا بلادنا الى الخارج لانه كان لدينا طاقات كثيره يمكن تسخيرها بشكل
افضل خارج الجزائر، واليوم نجد انه يمكننا ان نقدم هنا شيئا ما”. ثم يحكي كيف
عاد قبل ثماني سنوات الى الجزائر لقضاء اجازته.
لكنه بقي فيها لانه يجد الجزائر كما يقول “بلادا مثاليه لكل الذين يريدون العمل في
التجاره ، فهي تنتهج سياسه انفتاح اقتصادي وتملك ثروه ماليه “، واذا كان الشخص يتقن
اللغه ، كما يؤكد التاجر الجزائري، ويعرف بعض الاشخاص تسهل عليه الامور.
وفي الوقت الحاضر كما يضيف”لا يوجد اي بلاد اخرى يمكن الاستثمار فيها بهذا الشكل الجيد
كما هو ممكن حاليا في الجزائر.”
ريان فيزوين يمتلك وكاله للسفر والسياحه ، يقوم العاملون فيها بمرافقه السياح الاوربيين عبر الجزائر
ويصل عددهم الى حوالي مائه سائح في السنه ، لكن العمل يسير بشكل افضل بكثير
في الاتجاه المعاكس.
فالف جزائري يطيرون سنويا بواسطه شركه ريان لقضاء اجازه في مالطا، وهؤلاء من ابناء الطبقه
الوسطى التي تستطيع تمويل هذه الاجازات.
في اواخر الثمانينات انتقلت الجزائر من سياسه الاقتصاد الاشتراكي الموجه الى اقتصاد السوق وحررت التجاره
.
ويقصدها تجار من مختلف انحاء العالم ويتقدمون بطلبات لبناء المساكن والمدارس والطرق السريعه والخطوط الحديديه
ومنشئات لتحليه المياه.
وتراجعت البطاله في هذا البلد الى حوالي 11 المائه ، لكنها ما تزال بين الشبان
25 بالمائه . وتريد الحكومه توفير اماكن عمل في قطاعات عديده من بينها القطاع السياحي
.
كثيرون لا يستفيدون من الاصلاحات
ويمتد خطه التنميه الحكوميه الى عام 2025 لكن كادا الساحلي الذي كان يعمل في قطاع
السياحه يجد ان هذه الفتره طويله جدا، فهو عاطل عن العمل منذ 1980 .
ويقول:” في عام 2025 ابلغ سن التقاعد، ويتعين علي عندئذ ان اكتب في طلب التقاعد
انني كنت طيله حياتي عاطلا عن العمل، فمن هو الذي سيدفع لي؟”.
ان الاصلاحات التي تقررها الحكومه من “فوق” يتم تنفيذها “تحت” ببطء شديد من قبل السلطات
المختصه والشعب.
والجزائر تتمتع بمستقبل باهر، لكن حاضرها ما يزال صعبا، والشعب يعبر باستمرار عن استيائه والشباب
الجزائري يحلم بالهجره لان الوضع يبدو له عديم الامل.
محمد عبدو، وزير سابق وعضو في المجلس الدستوري، يقول حول ذلك:” الناس ترد بعنف لان
الاداره التنظيميه الرسميه لا تستجيب بسرعه للمطالب الاجتماعيه .
وطواحين البيروقراطيه تدور ببطء”. وهو يؤكد في هذا السياق على ضروره تنفيذ الاصلاحات بسرعه اكبر
والا اشتعلت الاحتجاجات من جديد. ويضيف “الشعب يريد ان يمنح اذانا صاغيه ، لكنه لا
يريد تعريض البلاد الى الخطر” والاجيال الشابه كما يقول محمد عبدو، تزداد عددا ومن الضروري
” تغير طبيعتنا ونحذو حذو الشباب في تفكيرنا”.
في الوقت الحاضر يوحد البلاد بصيص من الامل. والشعب يوجه باكمله انظاره الى الفريق الوطني
لكره القدم، وكثير من الموسيقيين يدخلون الى اغانيهم نفحات وطنيه ، والى كاس العالم في
كره القدم 2024 ينطلق الجزائريون بتفاؤل كبير.
- التنمية في جزائر