لم يدّخر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- طوال عشر سنين أيّ جهدٍ في سبيل نشر
الدعوة التي أنزلها الله -تعالى- عليه، وسلك
كلّ طريقٍ يظنّ أنّه سبيلٌ لهداية قومه ونقلهم من الشرك إلى التوحيد، وبالرغم من عظم
محاولات النبي مع قومه إلّا أنّهم لم
يقابلونه إلّا بكلّ إساءةٍ واستهزاءٍ وتعذيبٍ، وما زاد على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صعوبة
أيامه وشدّة كربه وفاة عمّه أبي
طالب؛ وهو من كان يذبّ عن النبي الأذى، ويحميه، وإضافة إلى ذلك توفيت زوجته خديجة
رضي الله عنها مؤنسته، وداعمت
بدأت بعد ذلك رحلة المعراج، فانطلق النبي وجبريل -عليهما السلام- إلى السماء الأولى، فاستفتحا فأُذن
لهما، فإذا هو النبي آدم
عليه السلام، فسلّم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ انطلقا إلى السماء الثانية،
واستفتحا فأُذن لهما، فكان فيها نبيا
الله عيسى ويحيى بن زكريا، فسلّما عليهما، فردّا السلام مرحّبين بهما، ثمّ عرج النبي إلى
السماء الثالثة، وكذا كان في
الاستقبال نبي الله يوسف، وفي السماء الرابعة كان نبي الله إدريس، ثمّ في السماء الخامسة
كان نبي الله هارون عليه السلام،
وفي السماء السادسة كان موسى عليه السلام، ثمّ إذا استأذنا في السماء السابعة، فإذا فيها
إبراهيم عليه السلام وكان
مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور وهو بيتٌ يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون
إليه.